فيديو : تمثيل جريمة قتل كساب بضواحي تيزنيت:التفاصيل الكاملة

آخر الأخبار تيزنيت والنواحي صوت وصورة

[vsw id=”PUxFCisfN34″ source=”youtube” width=”590″ height=”344″ autoplay=”yes”]

جرت، بعد زوال اليوم الأحد، إعادة تمثيل جريمة قتل كساب بـضواحي تيزنيت ضمن النفوذ الترابي لـجماعة اثنين أكلو والتي تورّط فيها أربعة أشخاص، اثنان منهما من ذوي السوابق العدلية وسبق لهما أن ولجا المؤسسة السجنية، ويتعلق الأمر بكل من الراعي الشاب (س. ب.) و(ح. ه.) الملقب بـ”بيبي” و(ي. ب.) الغلام و(ع. أ.) العقل المدبّر الذي كانوا مصفّدي الأيدي وعيون جمع من الناس ترقبهم خارج حدود مسرح الجريمة التي أجريت غعادة تمثيلها بحضور نائب وكيل الملك بمحكمة تيزنيت والقائد الإقليمي للدرك الملكي بسرية تيزنيت والقائد الإداري لقيادة أكلو وعدد من رجال الدرك الملكي بسرية تيزنيت ومركز أكلو إلى جانب فرقة من القوات الخاصة التابعة لنفس الجهاز حلّت من القيادة الجهوية بأكادير.
من هنا كانت البداية
وقائع الجريمة الشنعاء، التي راح ضحيتها الكساب باسو، حسب ما استقاه موقع تيزنيت 37، بدأت فصولها من منزل المتهم الرئيسي بـمنطقة دوتركا حيث جرى الإصرار على تنفيذها بدافع السرقة وسلب الضحية ما بحوزته من آلاف معدودة.
فـجلسة خمر وممنوعات كانت مسرحا لحديث بين المتورطين الأربعة في الجريمة إذ بعد أن احتسى الجناة كؤوسا من الخمر ودخنوا لفافات من الحشيش كان هاتف الضحية يتلقى اتصالات من المتورط والمتهم الأول (ع. أ.) حتى يتمكن هذا الأخير من ضبط مساره وتحديد مكان تواجده بدقّة.
كانت الساعة تشير حينها إلى حوالي التاسعة من مساء الثلاثاء، على بعد حوالي 12 ساعة من اكتشاف جثة الضحية، لـيركب الأربعة دراجتين ناريتين وسلكا الطريق التي كان يتخذها الضحية مسلكا نحو “الكوري” الذي يكتريه حوشا لماشيته المقدرة بنحو 600 رأس من الماشية بعد أن يكون قد قضى أغراضه الشخصية واشترى ما يكفيه من سجائر ومقتنيات ضرورية دون أن يكون على علم بأن نهايته اقتربت على يد من وضع فيه ثقتهم وعلى رأسهم المتهم الرئيسي الذي بدا وكأنه خطط منذ مدة حتى يكسب ثقة ضحيته، ثقة ستسمح له بأن يسلبه حتَّى حياته في غفلة منه.
سبق إصرار وترصّد
بينما كان الضحية يسارع الخطى ليصل إلى “منزله” في جنح الظلام كان هاتفه يرن بين الفينة والأخرى إذ لم يكن المتصل سوى قاتله الذي شحذ همم شركائه منطلقا في رحلة خطَّط لها أن تكون نهاية لـ”باسو” الكساب دون أن يترك آثارا وبصمات فقد ارتدى قفازات وجلب معه معولا صغيرا لينفذ به جريمته النكراء.
كان الليل قد أرخى سدوله على المنطقة فـتحرّك الأضناء الأربعاء على متن دراجتين ناريتين فبينما كان يركب الشريك الثاني في الجريمة مع قريب الضحية كان المتهم الرئيس قد جلب معه غلامه الذي لا يفارقه .. سلكا الطريق نحو منطقة “بوزكار”، بعد أن أخذوا وقتا قصيرا بمحطة للوقود بطريق أكادير، فاقتفيا آثار “باسو” الذي كان يعد العدة ليوم موالي من الرعي والبحث عن كلأ يضمن له قوت ماشيته غير أن نفوسا دبّرت له، ليلا، ما لم يكن يضعه في الحسبان.
الضربة الغادرة والقاتلة
وبينما كان “باسو” يواصل طريقه باغته الجاني بضربة على الرأس أفقدته الوعي فخرّ على الأرض مُضرجا في دمائه التي سالت غزيرة ولم يزدها غزارة إلا ضربة ثانية على الرأس وثالثة في اليد بمعول غادر وجد طريقه إلى يد القاتل ومنها إلى يد قريب الضحية، الراعي الساذج.
لم يكن القاتل ساذجا إلى درجة ليترك بصماته على معول الجريمة فقد كان يضع قفازّا يمنع أثرها على سلاح الجريمة غير أن قدر السذاجة، التي بصمت تصرفات وسلوكات الراعي الشاب طيلة المدة التي عرفه وعاشره فيها على الأقل، دفعته لأن يطلب منه نقل الجثة، بمساعدة غلامه، من مكانها وجرها لإخفائها بين سدرتين على قارعة الطريق حيث تُركت ووُجدت صباح اليوم الموالي للجريمة وقربها كان سلاح الجريمة قد انتصب مليئا بالدماءفيما كان الشريك الرابع يرقب المكان على بعد خطوات من مسرح الجريمة.
حمار لطمس معالم الجريمة
قبل أن يعمد الجناة إلى طمس معالم الجريمة وإخفاء آثارها كان القاتل قد نفَّذ الجزء المتبقي من خطته بعد أن قام بتفتيش جيوب الضحية وسلبه ما بحوزته من مبلغ مالي سلّم منه 300 درهم للراعي الشاب على أن يقتسم هو والبقية من شركائه ما تحصَّل عليه من جريمته الشنيعة ليقرروا مغادرة مسرح الجريمة فيما كان قلب الراعي الشاب يدق بسرعة وهو يرى مُعيله وقريبه قد خضَّب الدم ملابسه.
بينما كان ابن الضحية ينتظر عودته من المدينة، وفي وقت أنهى فيه الجناة مخططهم، فكّر الراعي الشاب ومن كان معه في طريقة لإخفاء الجثة وإبعادها عن مسرح الجريمة فكان أن اقترح نقله بدابة (حمار) تعود للضحية نفسه فذهب يطلبها من ابنه وفعلا كان الأمر كذلك إذ اصطحب حمارَ الضحية نحو مسرح الجريمة غير أن الدابة رفضت إكمال مسيرها فـ”ثارت وفرّت” تاركة الراعي الشاب في حيرة من أمره فعاد الجميع أدراجه لإكمال جلسة الخمر والحشيش.
في انتظار عودة الأب
كان الشك قد بدأ يساور ابن الضحية بعد أن طال انتظاره دون أن يعود إلى حيث اتخذه مسكنا في الخلاء بعيدا عن المدينة وبعد أن شكَّ في طلب قريبه الراعي الشاب استئجار دابة الضحية فخرج يبحث عن والد في جنح الظلام إلى أن أعياه البحث دون جدوى لينتظر بزوغ الفجر على أمل أن يبدأ رحلة بحث أخرى عن والده الذي بات في عداد المختفين ولم تمرّ إلا لحظات حتى لمح “شواري” الحمار ثم سار خطوات فأمتار قليلة ليجد آثار نقط دم طرية لم تجف بعد ثم كانت الصدمة .. والده جثة هامدة والدماء تخضب ملابسه وتنزف من رأسه.
يوم السقوط
في الوقت الذي تابع الجناة الثلاثة حياتهم الطبيعية، التي اعتادوا عليها وبعد أن فضّل الراعي الشاب مغادرة المدينة متوجها إلى مسقط رأسه مرورا بتنغير وبومالن دادس وصولا إلى مسقط رأسه بامسمرير (جماعة تيلمي)، (في هذا الوقت وبعد ذلك كله) كانت مصالح الدرك الملكي بـتيزنيت وأكلو تصارع الزمن وتكثف من تحرياتها وبحثها للوصول إلى المشتبه فيه الرئيسي، الذي غاب عن الأنظار على غير عادته، غير أن عدم توفره على بطاقة وطنية ولا على رقم نداء وهاتف نقال علاوة على تعدد الأماكن التي يتردد عليها